دلالات الحب للحب دلالات يسعى المحب لبيانها لمن يحب، ورسائل محملة بالشوق للقاء، هذا حال المتحابين في دنيانا، فما بالنا بمحبة أعظم وأرق وأرحم، محبة لا يتبعها ألم ولا ضنك، محبة يلفها الرحمة عتباً، والعطاء رضاً، إنّها محبة الله عزّ وجلّ، محبة تنير الدروب وتأسر القلوب، محبّة تكلّلها علامات من العطاء الممتد المتجدد، عطايا تدفعك للتأمل والحمد المستمر عليها، وحمد العاجز عن الشكر، وحمد المنكسر المقصر.
لطالما شوهنا هذه المحبة واقتصرت في أذهاننا على البلاء كما روى أسلافنا "إذا أحب الله عبداً ابتلاه" إلّا أنّهم أضاعوا المعنى الجميل من هذا البلاء ففي الحديث الصحيح: "إنّ عظم الجزاء من عظم البلاء وإنّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط" أي معناه أنّ الله أجزل العطاء لمن رضي بقضائه ووعده بارضائه يالهذا المعنى المرهف، فكم من تجرع صنوف العذاب من أجل محبوبة، أوليس الله أحق بهذا.
علامات محبة الله للعبد - هدايته عباده لطريق الحق واتباع منهجه ودينه واقتدائهم بالرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فمن محبته لنا وهبنا الإسلام أفضل نعمة علينا، وأكرمنا بالرسالة وبعث لنا أفضل كتبه وأرسل لنا أفضل رسله وجعلنا خاتمة الأمم.
- هدايتنا للقيام بالأعمال الصالحة، فكم منا من غني لم يكتب له الله التصدق رغم وفرة ماله ليسبقه به فقير أو مسكين فيسبق به إلى الجنة.
- تخفيف العبادات علينا مقارنة بالأمم السابقة وخير دليل على ذلك ما صح وروده من حادثة الإسراء حيث خفّف الله علينا الصلاة من 500 صلاة في اليوم إلى 5 صلوات فقط.
- تعاقب الهموم والابتلاء، وتوالي المحن وكل ذلك حتى يسمع دعائنا ويهذّب سلوكاتنا.
- السماح لنا بالقيام بالنوافل تقرباً وجبراً للخلل كما قال الله تعالى في الحديث الصحيح: "ما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه".
- فتح باب التوبة رغم إصرارنا على المعصية وتقصيرنا، فقد ورد عن الرسول أنّه من أتى ذنباً فتوضّأ وصلّى ودعى الله أن يغفر له إلّا غفر له.
- تدبيره أمور حياتنا على النحو الذي لربّما لا نراه مناسباً، لنكتشف إن وراء هذا التدبير رب لطيف رؤوف رحيم.
علينا أن نكون من عباد الله الذين يحسنون الظن به، فيعطيهم دون حساب، وألّا نتذمّر من المحن التي يمتحننا الله بها. اللهم اجعلنا من أحبابك، اللهم إنّا نسألك حبك وحب من يحبك وكل عمل يقربنا إلى حبك.